لامبورغيني غاياردو الجديدة. ا
https://servimg.com/view/11484341/3لامبورغيني غاياردو الجديدة. ا
31/03/2003
لم يكن يحلم فيروشيو لامبورغيني Ferrucio Lamborghini يوماً برؤية ماركة السيارات الرياضية التي أسسها في 1963، أي بعد مرور 14 عاماً على بدايته من صناعة الجرارات الزراعية، تقف اليوم، وبعد سنوات من الخضات المتكررة، مطمئنة الى مستقبلها في عهدة مجموعة فولكسفاغن VW التي ضمتها الى فرعها آودي Audi في 1998، في حين تحيط بستقبل منافستها التقليدية فيراري Ferrari أكثر من علامة إستفهام بعد البيع المتوقع لبقية اسهم فيات أوتو الى مجموعة جنرال موتورز General Motors الأميركية إبتداء من العام المقبل.
فإذا خرجت مجموعة فيات Fiat SpA من صناعة السيارات ببيع الـ80 في المتبقية من أسهمها في فرعها فيات أوتو Fiat Auto الى جنرال موتورز، كم يمكن أن تحتفظ مجموعة فيات بوجودها في قطاع صناعة السيارات عبر فيراري Ferrari ومازيراتي Maserati وحدهما (فيراري ومازيراتي جزء من مجموعة فيات وليس من فيات أوتو)؟
https://servimg.com/view/11484341/2 غاياردو: محرك بعشر أسطوانات وقوته 500 حصان. ا
https://servimg.com/view/11484341/4 لحسن حظ لامبورغيني Lamborghini، أصبح في وسعها الإستغناء اليوم عن هذا النوع من التساؤلات، بعد إنتهاء رحلة إضطراباتها التي إمتدت من غداة أزمة النفط الأولى في 1973 (باعها مؤسسها بعد سنتين)، الى تنقلات ملكيتها التي وصلت الى مجموعة كرايسلر الأميركية في 1987، ثم الى مجموعة مستثمرين إندونيسيين في 1994، حتى بلوغها حظيرة فولكسفاغن بعد أربعة أعوام.
ويذكر مروراً أن فيروشيو لامبورغيني أسس الماركة أصلاً للرد على إنزو فيراري (مؤسس فيراري) الذي أجاب الأول عندما تشكى من ضجيج علبة تروس سيارته الفيراري قائلاً: "ركّز على ما تجيده أنت، أي صناعة الجرارات، ودعني أركز على ما أجيده في صناعة السيارات الرياضية".
وبعدما عجزت لامبورغيني عن الإستثمار لتطوير وريث موديل ديابلو Diablo المعروف منذ أوائل التسعينات، فهي لم تجد لدى فولكسفاغن الإستثمارات الكافية فقط لتطوير موديل مورسيلاغو Murcielago وريثاً لديابلو، بل ها هي تطلق اليوم أيضاً موديلها الثاني، والأصغر من ديابلو، غاياردو Gallardo (حسب اللفظ الإسباني)، تنفيذاً لمشروع إل L140 الذي كانت تبحث لامبورغيني منذ التسعينات عن طريقة لإنتاجه وتوسيع قطر تسويقها بإقتراح موديل أرخص من ديابلو (قبل وصول مورسيلاغو).
جناح أيروديناميكي خلفي متحرك أوتوماتيكياً. ا
وفي النظر الى إعداد لامبورغيني فئة رودستر مورسيلاغو مكشوفة السقف للعام المقبل (عرض النموذج في ديترويت أوائل العام الحالي)، هل هناك مجازفة كبيرة في إنتظار صيغة غاياردو أخرى لاحقة بسقف مكشوف؟
وبعدما وضعت فولكسفاغن مشروع الـ "لامبورغيني الصغيرة" قيد التصميم الميداني قبل ثلاثة أعوام، مرتكزة على تصور فابريتزيو جيوجيارو (إبن المصمم الإيطالي الشهير جيورجيتو جيوجيارو)، خرج كوبيه غاياردو أخيراً من مكتب تصميم لامبورغيني محتفظاً بقوة هوية ماركة الثور الهائج: مقدم "مختصر" وزوايا حادة، ومقصورة "منحدرة" نسبياً بين المقدم والمؤخر الأعلى منها بوضوح، لا سيما عند مقارنة البابين وحافتهما الأدنى من إرتفاع الرفرافين الأمامي والخلفي، بينما يمر السقف "خطفاً" وكأن شيئاً لم يكن.
مقدم قصير وقاعدة عجلات طويلة ومحرك وسطي . ا
ولم يخن غاياردو هوية الماركة الإيطالية ببابيه اللذين يفتحان مثل سيارات "عامة البشر"، بل هي الدواعي الحجمية التي دفعت الى ترك البابين المقصيين لعروض محركات الـV12، أي مورسيلاغو، وترك بابين"عاديين" لغاياردو ذات محرك الأسطوانات العشر V10 المتسعة لـ5.0 ليتر والبلغة قوته 500 حصان.
فتركيب بابين مقصيين بمفاصل وراء الرفراف الأمامي وتسمح برفع الباب صعوداً من مؤخره، يتطلب مساحة تمتين إضافية ولا تتوافر بين الباب والرفراف الأمامي للموديل الجديد البالغ طوله في نهاية الأمر 4.30 متر، بعرض 1.90 وإرتفاع 1.165، مع قاعدة عجلات مقياسها 2.56 متر.
يفتح باب غاياردو الى الأمام، وليس صعوداً . ا
وعلى سبيل المقارنة، يقل كوبيه غاياردو عن شقيقه الأكبر مورسيلاغو، 28 سنتم طولاً، و14.5 سنتم عرضاً و10.5 سنتم في قاعدة العجلات، كما يقفل غاياردو لفّته الدائرية الكاملة بـ11.5 متر (أرضاً)، مقارنة بـ12.55 متر للـ"ثور الأكبر" مورسيلاغو (نظام التوجيه بجريدة وترس مع تعزيز هيدروليكي في الموديلين).
ولم يخن غاياردو ماركته أيضاً في التسمية، لأنها تعود الى إحدى فصائل الثيران المصارعة الخمس الأساسية، والتي تضم أيضاً فصائل كابريرا Cabrera ونافارا Navarra وفاسكينيا Vasquena وفيستاهرموسا Vistahermosa. وتعود فصيلة غاياردو تحديداً الى القرن الثامن عشر، والى فرانسيسكو غاياردو وأشقائه اللذين ثبتوا مواصفات الفصيلة الجديدة في سانتا ماريا في مقاطعة قادش الإسبانية.
بعيداً عن الثيران التي تتخذها لامبورغيني شعاراً لها، علماً بأن فيروشيو لامبورغيني كان من مواليد برج الثور أيضاً، يستمد كوبيه غاياردو رشاقته من بنيته الهيكلية المصنوعة من الألومينيوم، بقفص من القضبان البنيوية الملحمة، مع ألواح ألومينيوم خارجية، إضافة الى إعتماد الألياف الزجاجية المقواة للعناصر الخارجية الإضافية مثل المصدين.
وعلى الرغم من تضمين الكوبيه الجديد محركاً بعشر أسطوانات، مع علبة تروس بست نسب أمامية ونظام دفع رباعي، لا يزيد الوزن الصافي "الجاف" (أي قبل ضافة وزن الوقود والسوائل)، عن 1430 كلغ.
لكن أهم ما تسعى لامبورغيني الى الإقناع به هو أن موديلها الجديد قابل للإستخدام أيضاً كسيارة تنقل الى العمل على أساس يومي، وليس فقط كسيارة رياضية حامية جداً ومعدة للقيادة في مناسبات رياضية أو لنزهات إستثنائية.
طبعاً، لا تمنع إمكانات القيادة اليومية الى العمل، من قدرة بلوغ سرعة قصوى تصل، حيث تسمح القوانين والظروف الموضوعية بذلك، الى 309 كلم/ساعة، مروراً بتخطي المئة كلم/ساعة في أقل من أربع ثوان.
فمع البنية الهيكلية الخفيفة نسبياً، ونظام الدفع الرباعي الذي يوزع أقل من ثلث العزم على المحور الأمامي الذي ينال 42 في المئة من وزن السيارة، وبقية العزم الى المحور الخلفي، تتمتع غاياردو بمقومات الثبات العالي التي يعززها أيضاً بلوغ عرض المحورين الأمامي والخلفي 1.622 و1.592 متر على التوالي، مع إطارات بيريلي بي زيرو Pirelli Pzero لا يقل مقياسها عن 235/35ZR في المقدم و295/30ZR في المؤخر، بينما يبلغ مقياس عجلات الألومينيوم 8.5x19 بوصة في المقدم و11x19 بوصة في المؤخر.
وتضاف الى العوامل المحسنة للثبات تركيب جناح ضغط أيروديناميكي خلفي متحرك حسب سرعة السيارة، لزيادة الضغط على المحور الخلفي مع تزايد السرعة، علماً بأن التصميم العام ركز خصوصاً على خفض مركز الوزن gravity centre لزيادة "تشبث" السيارة بالطريق وتخفيف التمايل الجانبي والطولي، لا سيما مع نظام التعليق الشوكي المزدوج والمستقل في الجوانب الأربعة.
محرك الأسطوانات العشر، من حظيرة فولكسفاغن . ا
بذلك تتمكن غاياردو من إستغلال طاقات المحرك من دون "عقدة ذنب"، إذ لا تقل تلك القدرات عن 500 حصان/7800 د.د. مع عزم دوران 510 نيوتون-متر/4500 د.د. من عشر أسطوانات متقابلة في وضعية V10 وسعتها 4961 سنتم3 (قطر الأسطوانة 82.5 ملم وشوطها 92.8 ملم)، مع عمودَي كامات علويين فوق كل من صفَّي الأسطوانات المتقابلة بزاوية 90º درجة، مع أربعة صمامات لكل أسطوانة (سعة خزان البنزين 90 ليتراً).
وعلى سبيل المقارنة، تتسع أسطوانات محرك مورسيلاغو الـV12 لـ6.2 ليتر، وتبلغ قوته 580 حصاناً/7500د.د. مع عزم دوران 650 نيوتون-متر/5400 د.د. لتصل سرعته القصوى الى 330 كلم/ساعة مع تخطي المئة كلم/ساعة خلال 3.85 ثانية.
أما منافسا غاياردو المباشران فيراري 360 مودينا وبورشه 911 جي تي 2 فتبلغ قوتهما 400 حصان من محرك بثماني أسطوانات V8 سعتها 3.6 ليتر في فيراري 360 مودينا (أو 425 حصاناً في فئة جي تي)، أو 462 حصاناً من محرك بست أسطوانات متقابلة أفقياً في بورشه 911 جي تي2.
ومن المزايا التقنية المضمنة في محرك غاياردو المصنوع من الألومينيوم قالباً وغطاء، والمركب بين المحور الخلفي وبين مؤخر المقصورة، يذكر أولاً تبريده بواسطة مبرّدين إثنين في المقدم، مع مبرّد ثالث إضافي للزيت، علماً بأن التزييت يتم بواسطة ما يسمى بخزان الزيت الجاف dry-sump والذي يضخ الزيت بضغط عالٍ بإستمرار، فلا ينقطع التزييت ولو للحظة واحدة حتى في أقسى الإنعطافات، خلافاً لما يمكن حصوله عند تكتل الزيت في إحدى زوايا الكارتر العادي عند الإنعطاف بسرعات عالية، ما يؤدي في تلك الحالة الى إنقطاع التزيت لبرهة قصيرة لكن كافية لإتلاف المحرك أحياناً. ومن الفوائد الأخرى لتقنية خزان الزيت الجاف إمكان خفض وضعية المحرك أكثر والمساهمة في خفض مستوى مركز وزن gravity centre السيارة.
خطوط مشدودة ومقدم قصير، كالعادة لدى لامبورغيني . ا
ولتحسين"تنفس" المحرك في مختلف مجالات الدوران، يتم سحب الهواء أولاً بواسطة أنابيب متباينة الطول variable geometry intake، فيمر الهواء في أنابيب طويلة في مجالات الدوران المنخفضة الى المتوسطة (لتحسين الشفط وزيادة العزم)، أو قصيرة في المجالات العالية (لتسريع تلبية الهواء مع تزايد حركة الصمامات والمكابس)، إضافة الى إعتماد نظام توزيع متبدلcontinuously variable valve timing بإستمرار لتوقيت فتح صمامات السحب والتنفيس، حسب تبدل سرعة دوران المحرك والضغط المطلوب منه.
ومن المزايا التقنية الأخرى في المحرك يذكر تمتعه بوصلة إلكترونية drive-by-wire بين دواسة الوقود وبين نظام البخ (اي من دون وصلة ميكانيكية، وهي تقنية آخذة في الشيوع في السيارات النفيسة والشعبية على حد سواء)، ونظام الإشعال المباشر، أي بملف حث ignition coil خاص بكل شمعة إشعال (من دون موزّع إشعال، وهي أيضاً تقنية آخذة في الإنتشار عموماً).
أما نظام نقل الحركة فهو يعتمد علبة تروس يدوية مركبة وراء المحرك مباشرة، وتتضمن ست نسب أمامية، أو، لكن كتجهيز إضافي، إلكترونية مؤتمة بست نسب أمامية أيضاً لكن مع إمكان الغيار يدوياً أو أوتوماتيكياً، من مقبض الغيار أو من وراء المقود مباشرة، مع برامج خاصة لكل من القيادات العادية أو الرياضية الحادة أو الأوتوماتيكية تماماً، أو للإنطلاق فوق أرضية شديدة الإنزلاقية، مع الإشارة الى أن العلبة تبقى عادية التعشيق (أي من دون وسيط هيدروليكي يمتص قسماً من العزم، كما هي الحال في علب التروس الأوتوماتيكية التقليدية).
المحرك بين المقصورة وبين المحور الخلفي . ا
الدفع رباعي بإستمرار (كما في مورسيلاغو) مع نقل 30 في المئة من العزم الى المحور الأمامي الموجّه، والـ70 في المئة الأخرى الى المحور الخلفي الذي يحمل 58 في المئة من وزن السيارة (لوجود المحرك وعلبة التروس في المؤخر)، مع تعشيق ميكانيكي لزج بين المقدم والمؤخر فينتقل فائض العزم من المحور الآخذ في الدوران هَوَساً فوق أرضية إنزلاقية مثلاً، الى المحور الآخر الأكثر ثباتاً منه.
وإضافة الى تعديل توزيع العزم طولياً بين المحورين الأمامي والخلفي، تتضمن غاياردو وسيلتين أخريين لنقل فائض العزم عرضياً، أي بين عجلتي كل من المحورين (من العجلة المهووسة الى الأخرى المقابلة لها، لكن في المحور ذاته)، بواسطة علبة التروس التفاضلية المحدودة الإنزلاق limited-slip differential في المؤخر، وبواسطة نظام الكبح في المقدم، فيتدخل نظام رصد سرعات العجلات لتلحيس كابح العجلة الأمامية الآخذة في الدوران هوساً، فينتقل فائض العزم منها الى العجلة الأمامية المقابلة لها، عبر علبة التروس التفاضلية الأمامية.
والى جانب وسائل الحماية الساكنة passive safety التي تتضمن وسادة هوائية مواجهة لكل من السائق والراكب، وأخرى مجانبة لكل منهما، تتضمن وسائل الحماية الفاعلة active safety أنظمة منع الإنزلاق الكبحي ABS والدفعي traction control, ASR وبرنامج التحكم بالثبات ESP والموزع الإلكتروني لضغط الكبح بين المقدم والمؤخر EBD، علماً بأن نظام الكبح يتضمن مقابض ألومينيوم إنتاج برمبو Brembo، وهي بثمانية مكابس 8-piston callipers لكل من القرصين الأماميين البالغ قطر كل منهما 36.5 سنتم، وبأربعة مكابس لكل من القرصين الخلفيين (33.5).
وتأمل لامبورغيني ببيع أكثر من 800 وحدة غاياردو في العام الحالي، بتسعير يناهز (قبل الضرائب ونفقات الشحن) 120 ألف يورو، علماً بأن الطاقة الإنتاجية تبلغ نحو 1300 وحدة سنوياً (قابلة للزيادة الى نحو 1800 وحدة سنوياً إذا دعت الحاجة).